“الرئيس السوري يلتقي أردوغان في إسطنبول: مؤشرات على تعاون متزايد بين دمشق وأنقرة”

“الرئيس السوري يلتقي أردوغان في إسطنبول: مؤشرات على تعاون متزايد بين دمشق وأنقرة”






زيارة الرئيس الشرع إلى إسطنبول: تحول استراتيجي في العلاقات السورية التركية


زيارة الرئيس الشرع إلى إسطنبول: تحول استراتيجي في العلاقات السورية التركية

تاريخ النشر: 24 مايو 2025

مقدمة

في خطوة غير مسبوقة، قام الرئيس السوري أحمد الشرع بزيارة غير معلنة إلى مدينة إسطنبول التركية، حيث التقى بالرئيس التركي رجب طيب أردوغان في قصر دولمة بهتشه المطل على مضيق البوسفور. هذه الزيارة، التي جرت بعيدًا عن التغطية الإعلامية، تعكس تحولات إقليمية كبرى وتفتح آفاقًا جديدة للتعاون بين البلدين.

تفاصيل اللقاء بين الشرع وأردوغان

وفقًا لتقارير إعلامية، عقد الرئيسان لقاءً في قصر دولمة بهتشه في إسطنبول، حيث تم تبادل وجهات النظر حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك. وعلى الرغم من عدم الكشف عن تفاصيل المحادثات، إلا أن هذه الزيارة تشير إلى رغبة الطرفين في تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون في مختلف المجالات.

المصدر: رويترز

الاتفاق بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية (قسد)

تأتي زيارة الرئيس الشرع إلى تركيا في أعقاب الاتفاق التاريخي بين الحكومة السورية وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) في مارس 2025، والذي ينص على دمج التشكيلات العسكرية لقسد في الجيش السوري النظامي وتعزيز دور الدولة في المناطق التي كانت تخضع سابقًا للنفوذ الكردي أو الفصائل المنفصلة.

أبرز بنود الاتفاق تشمل:

  • تأكيد وحدة الأراضي السورية ورفض أي مشاريع للتقسيم أو الانفصال.
  • دمج قوات قسد ضمن المؤسسات العسكرية السورية تحت إشراف وزارة الدفاع.
  • إدماج المؤسسات المدنية التابعة للإدارة الذاتية ضمن هيكل الدولة السورية.
  • إدارة مشتركة للمطارات والمعابر الحدودية وحقول النفط والغاز.
  • ضمان عودة المهجرين إلى مدنهم وقراهم وتأمين المناطق المتضررة.
  • محاربة فلول النظام السابق والجماعات المسلحة المتطرفة عبر تنسيق أمني مشترك.
  • تمثيل سياسي للإدارة الذاتية في المؤسسات السورية ضمن إطار عملية سياسية إصلاحية.
  • ضمان الحقوق الثقافية واللغوية لجميع المكونات في شمال وشرق سوريا.

المصدر: يورونيوز

الموقف التركي من الاتفاق

أثار الاتفاق بين دمشق وقسد نقاشًا واسعًا في تركيا، حيث يُنظر إلى القوات الكردية كتهديد مباشر للأمن القومي التركي. ومع ذلك، فإن إعادة دمجها تحت سلطة الدولة السورية قد يفتح الباب أمام سيناريوهات جديدة تؤثر على موازين القوى في المنطقة.

لم تعلّق أنقرة رسميًا حتى الآن على الاتفاق، لكن تقارير إعلامية أشارت إلى أن تركيا تشعر بتفاؤل حذر تجاه الاتفاق، مع التأكيد على ضرورة رؤية آلية تنفيذه قبل إصدار موقف نهائي.

المصدر: الجزيرة نت

تحولات في المشهد السوري

بينما يستمر تراجع نفوذ النظام السابق، تبرز الحكومة السورية بقيادة الشرع كقوة مركزية تسعى إلى تثبيت موقعها على الخريطة الإقليمية. ويُنظر إلى زيارة إسطنبول باعتبارها خطوة مدروسة ضمن سلسلة تحركات تهدف إلى تعزيز حضور دمشق السياسي والدبلوماسي.

انفتاح الحكومة السورية الجديدة على قوى إقليمية كتركيا، وحتى إسرائيل، قد يشكّل بداية لمرحلة أكثر انخراطًا في ترتيبات الأمن الإقليمي، خاصة بالتوازي مع التنسيق المتزايد بين أنقرة وواشنطن بشأن الملف السوري.

خاتمة

تمثل زيارة الرئيس الشرع إلى إسطنبول ولقاؤه بالرئيس أردوغان نقطة تحول في مسار العلاقات السورية التركية، وربما تُمهّد لتحالفات جديدة ستنعكس على موازين القوى في المنطقة. كما تُظهر استعداد الحكومة السورية الجديدة للخروج من العزلة والانخراط في تفاهمات تفتح الباب أمام مرحلة سياسية أكثر مرونة، سواء في الداخل أو على مستوى الإقليم.



“`0

إرسال التعليق

Chat Icon